أمن

ضربات التحالف تربِك قيادات الإرهاب وتدخلها في حالة من الفوضى

قوات مكافحة الإرهاب تحقق انتصارا آخر ضد داعش، بعد قتل عضو بارز كان يخطط لشن هجوم على الولايات المتحدة.

أحد أعضاء فرقة العمل السريعة التابعة للقيادة المركزية الأميركية (رافت) يشارك في تدريب على تقنيات متطورة لمكافحة الإرهاب، بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر. [سنتكوم]
أحد أعضاء فرقة العمل السريعة التابعة للقيادة المركزية الأميركية (رافت) يشارك في تدريب على تقنيات متطورة لمكافحة الإرهاب، بتاريخ 23 أيلول/سبتمبر. [سنتكوم]

سماح عبد الفتاح |

قال خبراء عسكريون إن الهزائم المتتالية التي مُني بها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لم تُضعف قوته فحسب، بل كشفت أيضا قادته وعناصره المتبقين.

ولعل هذا الأمر يمنح قوات مكافحة الإرهاب الدولية المزيد من الفرص للقبض عليهم أو القضاء عليهم.

في 19 أيلول/سبتمبر، أعلنت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) أن عمر عبد القادر، مخطط العمليات الخارجية لتنظيم داعش في سوريا، قتل في غارة جوية دقيقة.

وجاء في بيان لسنتكوم أن "عمر عبد القادر عضوا في تنظيم داعش، وكان يسعى بنشاط لمهاجمة الولايات المتحدة. إن مقتله يعطل قدرة التنظيم الإرهابي على التخطيط وتنفيذ هجمات مستقبلية تهدد الأميركيين وشركاءنا".

من جهته، جدد الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأميركية، تأكيد التزام التحالف بذلك.

وقال كوبر، بحسب البيان "لن نتراجع عن ملاحقة الإرهابيين الذين يسعون إلى مهاجمة الولايات المتحدة أو قواتنا أو حلفائنا وشركائنا في الخارج".

داعش في حالة من الفوضى

بدوره، أشار المحلل العسكري وائل عبد المطلب إلى أن خسائرداعش في قياداته تركت التنظيم أكثر تفتتا وهشاشة.

وقال "إن حالة التفكك التي يمر بها تنظيم داعش بعد تلقيه ضربات عسكرية وأمنية متتالية قد جعلت بنيته التنظيمية هشة، تفتقر إلى أي غطاء واق".

واعتبر أيضا أنه "نتيجة لذلك، أصبح الوصول إلى قادته المتبقين وعناصره الخطيرين أسهل بكثير مما كان عليه في الماضي".

وأكد عبد المطلب أن العمليات المتكررة لمكافحة الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة قضت على العديد من القيادات البارزة التي ما تزال تعتبر تهديدا عالميا.

وأردف " لقد سمح الوضع السابق للتنظيم لقادته بأن يختبئوا ويتحركوا بحرية داخل المناطق الخاضعة لسيطرته العسكرية. لكن فقدان هذه الحماية شكل الضربة الأكبر التي تسببت في انهيار التنظيم".

لماذا يجب أن يستمر القتال؟

شدد خبراء على أن مواصلة العمليات الدولية لمكافحة الإرهاب تعد ضرورية للحيلولة دون استعادة تنظيم داعش لقوته وإعادة بناء شبكاته,

وفي هذا السياق، لفت الخبير العسكري يحيى محمد علي إلى أن "استمرار وجود وعمل قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ضرورة عالمية تفرضها معايير الأمن العالمي".

وأكد علي أن استجابة التحالف السريعة لتوسع داعش في سوريا والعراق قد حولت تهديدا إقليميا متصاعدا إلى جهد عالمي منسق لحماية الأمن الدولي.

وأوضح علي أن "ما حققته قوات التحالف الدولي في سوريا والعراق يعد إنجازا عسكريا عظيما".

وأضاف أن "التهديد الذي برز مع انتشار داعش أصبح خطرا عالميا استدعى تحركا جماعيا سريعا، وهذا ما حققته القوات الأميركية وشركاؤها من خلال التحالف".

وعلى الرغم من بقاء فلول تنظيم داعش، فقد اتفق الخبراء على أن قدرة الجماعة على التخطيط والتنظيم وتنفيذ الهجمات تراجعت بشكل حاد.

وشدد على أن "الضربات المتتالية أحدثت قصورا حادا في التخطيط والتنظيم والتنفيذ".

وختم علي بالقول إن "يظهر هذا الأمر أن التزام التحالف لم يضعف داعش فحسب، بل عزز أيضا الأمن العالمي على المدى البعيد".

Do you like this article?


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *