أمن
القوات الكردية تؤمن مخيم الهول فيما تعاني داعش لاستعادة قوتها
تكثف القوات الكردية السورية الإجراءات الأمنية في مخيم الهول لمنع معتقلي داعش من الفرار، ما يسلط الضوء على دورها الرئيسي في حماية استقرار سوريا ومكافحة الإرهاب.
![مقاتلة كردية سورية تؤمن في 18 نيسان/أبريل الحراسة في مخيم الهول ذي الإدارة الكردية الواقع بمحافظة الحسكة السورية والذي يضم أقارب مقاتلي تنظيم داعش. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/10/01/52127-al-hol-600_384.webp)
سماح عبد الفتاح |
تكثف قوات الأمن في مخيم الهول جهودها لوقف محاولات فرار العائلات المرتبطة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، علما أن هذه مهمة يقول خبراء إنها أساسية لحماية المدنيين في سوريا والدول المجاورة.
وقد تخلت قيادة التنظيم بصورة شبه كاملة عن سكان المخيم كما أظهرته آخر محاولة فرار جماعي باءت بالفشل.
ففي 2 أيلول/سبتمبر، أعلنت قوات الأمن التابعة للإدارة الذاتية الكردية في شمالي شرقي سوريا أنها أحبطت محاولة أجراها 56 فردا من عائلات تنظيم داعش للفرار من المخيم باستخدام آلية كبيرة.
عمليات موسعة
وفي هذا السياق، قالت روشان كوباني وهي عضو في وحدات حماية المرأة المتمركزة في مخيم الهول إن العمليات الأمنية داخل المخيم مستمرة وواسعة النطاق.
وأضافت أن "عمليات المراقبة داخل المخيم دقيقة وصارمة للغاية ويقوم بها مئات عناصر الأمن، إلى جانب المراقبة الإلكترونية عبر شبكة واسعة من الكاميرات التي ترصد أي تحركات مشبوهة".
وذكرت في حديثها للفاصل "لقد مكّن ذلك قوات الأمن من كشف محاولة الهروب الأخيرة التي قام بها 56 شخصا من سكان المخيم".
وتابعت كوباني أن التحقيقات الأولية تظهر أن قادة تنظيم داعش تركوا المعتقلين ليتدبروا أمورهم بأنفسهم.
وأوضحت أن "التخطيط كان بدائيا للغاية، حيث جرى إغراء أحد سائقي الشاحنات المزودين للمخيم بالمواد الغذائية بالمال لنقل الهاربين في مركبته".
وشددت على أن حماية مخيم الهول لا تقتصر على الأمن المحلي فقط.
وأشارت إلى أن "القيادة السياسية والعسكرية في مناطق شمال وشرق سوريا تعمل على أساس أن الحفاظ على أمن المخيم يعني الحفاظ على أمن سوريا والدول المجاورة".
انحسار قدرات داعش
وفي الإطار نفسه، قال محللون إن إحباط محاولة الهروب في مخيم الهول يعكس ضعف تنظيم داعش وإصرار القوات الأمنية الكردية على منع التنظيم من إعادة بناء نفسه.
وقال الصحافي السوري محمد العبدالله إن القوات الكردية تستمر بدعم من القوات الأميركية بأداء دور محوري في إضعاف تنظيم داعش.
ولفت إلى أن "الدور الذي تؤديه القوات الكردية بجميع فروعها الأمنية والعسكرية والمدعوم من القوات الأميركية، هو دور محوري وأساسي وقد أدى إلى طرد تنظيم داعش من المنطقة ووضع حدا لدولته المزعومة".
وأضاف العبدالله أنه رغم بقاء فلول خلايا تنظيم داعش نشطة، إلا أن قدرتها على التنظيم وشن عمليات كبرى قد تراجعت بشكل كبير.
وكشف أنه "على الرغم من استمرار فلول خلايا تنظيم داعش بتنفيذ بعض العمليات الإرهابية، فإن حصيلة الحرب على الإرهاب قد أدت بوضوح إلى تراجع قدرات التنظيم وقدرته على تنظيم صفوفه".
وشدد العبدالله على أن هذه المكاسب الأمنية تتجاوز شمال شرق سوريا.
وختم قائلا إن "هذه المكاسب الأمنية لا تعود بالنفع لسكان شمال سوريا فحسب، بل تنعكس أيضا على سوريا بأكملها".