أمن

القوات اليمنية تضبط معدات صينية لتصنيع المسيرات في طريقها إلى الحوثيين

كانت الشحنة التي جرى اعتراضها ستمكّن ذراع إيران من إنتاج المسيرات الهجومية على نحو كثيف، ما من شأنه أن يهدد الاستقرار الإقليمي.

قطع من مسيرات مصنعة في الصين تم ضبطتها من قبل السلطات اليمنية في 2 آب/أغسطس. [جهاز مكافحة الإرهاب في اليمن]
قطع من مسيرات مصنعة في الصين تم ضبطتها من قبل السلطات اليمنية في 2 آب/أغسطس. [جهاز مكافحة الإرهاب في اليمن]

فيصل أبو بكر |

عدن - اعترض جهاز مكافحة الإرهاب في اليمن شحنة من قطع مسيرات مصنعة في الصين في 2 آب/أغسطس، مانعا بذلك الحوثيين المدعومين من إيران من إنشاء ما وصفه محللون بأنه أول خط إنتاج شبه صناعي تابع للجماعة للمسيرات الهجومية.

ووفقا لمجلة ماريتايم إكسكيوتيف، فإن المعدات التي جرت تعبئتها في 5 حاويات والتصريح عنها كذبا بأنها قطع سيارات قد أفرغت في ميناء عدن من سفينة وصلت مباشرة من الصين.

وكشفت العملية التي نفذت بالتعاون بين جهاز مكافحة الإرهاب ومكتب النائب العام وهيئة الجمارك وأمن المنطقة الحرة عن وحدات تصنيع للمسيرات وأجهزة لاسلكية وأنظمة دفع نفاثة.

وذكر جهاز مكافحة الإرهاب أن العملية جاءت بناء على معلومات استخبارية دقيقة بشأن حاويات مشبوهة على متن سفينة كانت متجهة في الأصل إلى ميناء الحديدة لكنها حولت مسارها إلى عدن بسبب الضربات الجوية الأخيرة.

هذا ويعتمد الحوثيون بشكل متزايد على القطع ذات المصدر الصيني. ففي آذار/مارس، تم اعتراض شحنة مؤلفة من 800 مروحة مسيرات صينية الصنع على الحدود بين اليمن وعُمان.

وفي العام الماضي، صادرت قوات المقاومة الوطنية اليمنية مكونات خلايا وقود هيدروجينية صينية مخصصة للمسيرات المتطورة في جنوب البحر الأحمر.

وفي هذا السياق، ذكر المحلل اليمني محمد الباشا أن "هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها أدلة واضحة وشاملة تبين أن الحوثيين يحاولون تطوير قدرة ذاتية على تصنيع مسيرات وصواريخ باستخدام معدات مصدرها الصين".

وبدوره، قال المحلل السياسي محمود الطاهر في حديث لموقع الفاصل إن عمليات الضبط الناجحة تثبت أن قوات الأمن الشرعية في اليمن قادرة على حماية حدود البلاد البحرية بصورة فعالة إذا توفرت لها الموارد والتنسيق.

استغلال القاعدة الصناعية الصينية

وأضاف الطاهر أن هذه المستجدات تشكل تحولا خطيرا في استراتيجية النظام الإيراني لدعم الحوثيين.

وأوضح أن "طهران لم تعد تعتمد فقط على تهريب السلاح من أراضيها أو عبر وكلائها الإقليميين، بل لجأت إلى استغلال القاعدة الصناعية الصينية مستغلة غطاء التجارة الدولية لإدخال معدات متطورة تستخدم في صناعة الطائرات المسيرة".

وأضاف أن إمداد بيجين معدات صناعة المسيرات للحوثيين سواء بصورة مباشرة أو من خلال شركات خاصة، "يعد دعما لأنشطة الحوثيين التخريبية".

وأكد أنه "إن لم يتم التصدي له بحزم، قد يمنح الحوثيين قدرة أكبر على إنتاج المسيرات بكميات أكبر وبتكاليف أقل".

وذكر أن ذلك "سيطيل أمد الصراع ويزيد من تهديداتهم لدول الجوار والملاحة البحرية".

وأشار الطاهر إلى أن استخدام مسارات الشحن التجاري لإخفاء الشحنات غير المشروعة يظهر إصرار طهران على الالتفاف على الرقابة الدولية.

ومن جانبه، قال المحلل السياسي عبد الستار سيف الشميري إن "إيران تعمل على إغراق اليمن بالأسلحة والمسيرات ومختلف أنواع العتاد العسكري".

وأضاف أن "عدد خبراء الحرس الثوري المتواجدين في اليمن يتجاوز الألف ويعملون في ورش تركيب الطائرات والصواريخ".

وتابع في حديثه للفاصل أن هذه الورش هي شبيهة بالورش التي أقامتها إيران في لبنان لصالح حزب الله.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *