أمن
ألغام الحوثيين تدمر حياة المدنيين وتطيل أمد الأزمة الإنسانية
يعرّض استخدام الحوثيين العشوائي للألغام حياة المدنيين للخطر ومنع قوافل المساعدات من العمل وأفشل جهود تحقيق السلام.
![أحد عناصر القوات الموالية للحكومة يبحث عن الألغام بالقرب من الحديدة خلال معارك مع الحوثيين في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2018. [صالح العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/07/31/51295-yemen-mine-removal-600_384.webp)
فيصل أبو بكر |
عدن - قال خبراء مقيمون في اليمن إن الحوثيين يستخدمون الألغام كأداة إرهاب بزراعتها في المناطق السكانية والزراعية بهدف ترويع السكان المحليين وإطالة أمد الصراع.
ونقل المرصد اليمني للألغام في 13 تموز/يوليو مقتل 5 أطفال تتراوح أعمارهم بين 12 و14 عاما بانفجار جسم حربي أثناء العبث به في منطقة المهشمة بمديرية التعزية شمال مدينة تعز.
ووفق شبكة اليمن للحقوق والحريات، تسببت الألغام التي زرعها الحوثيون بين كانون الثاني/يناير 2017 وكانون الثاني/يناير 2025 بمقتل 2316 شخصا وإصابة 4115 آخرين.
ومن ضمن هذه الحصيلة، قتل 387 طفلا و412 امرأة فيما أصيب 738 طفلا و677 امرأة. ومن بين الناجين، يعاني 918 من إعاقات دائمة وبينهم 413 حالة بتر وحالتي عمى تام.
![قوة مدعومة من السعودية تضم خبراء عسكريين سودانيين-يمنيين تبطل مفعول نحو 5000 لغم أرضي في 30 كانون الثاني/يناير 2021، وقد قال هؤلاء إنها زرعت من قبل الحوثيين في ميدي بمحافظة حجة. [وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/07/31/51296-yemen-mine-disposal-600_384.webp)
وقد نجحت مبادرات إزالة الألغام مثل مشروع مسام وبرنامج العمل الوطني لإزالة الألغام، في إزالة مئات الآلاف الألغام ومخلفات الحرب.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي محمود الطاهر في حديث لموقع الفاصل إن الحوثيين زرعوا أكثر من مليون لغم في المنازل والمدارس والمزارع والطرقات.
وأضاف أن الجماعة استخدمت الألغام بشكل عشوائي أو حتى مموه في بعض الأحيان بألعاب الأطفال أو أدوات منزلية.
وأشار إلى أن ذلك "لا يزرع الرعب فقط في نفوس المدنيين، بل يعد سلاحا استراتيجيا لإطالة أمد الحرب حيث يتم زرعها في مناطق محررة لعرقلة عودة السكان ومنع تقدم القوات الشرعية".
وأوضح أن "الألغام تقف حائلا أمام وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى المجتمعات المحاصرة، كما أنها تعرقل عمل الفرق الطبية والإغاثية وتعرضها لمخاطر يومية".
’جريمة حرب مركبة‛
وذكر الطاهر أن تعديل الحوثيين للألغام المضادة للدبابات لاستخدامها كألغام مضادة للأفراد "يعتبر جريمة حرب مركبة وتأكيدا على نيتهم المتعمدة لإيقاع أكبر ضرر ممكن بالمدنيين".
وتابع أن "هذه الممارسات توضح أن الجماعة لا تعترف بأية خطوط حمراء".
وبدوره، قال فهمي الزبيري مدير عام حقوق الإنسان بصنعاء إن الحوثيين زرعوا الألغام قبل سحب قواتهم من مناطق معينة.
وأضاف للفاصل أنهم فعلوا ذلك "لزرع الخوف وتقييد حركة الأهالي وعرقلة عودة النازحين وإفشال أية جهود للسلام".
وتنتهك زراعة الألغام في المناطق المدنية بما فيها الممرات الإنسانية، اتفاقية أوتاوا والمادة 3 المشتركة في اتفاقيات جنيف.
كذلك، تشكل الألغام أحد عوائق إعادة الإعمار وعودة الحياة إلى طبيعتها.
فتستخدم لمنع فتح الطرق وعرقلة تقدم القوات الحكومية والسيطرة على الممرات الاستراتيجية، ما يعقد الجهود الدولية لتسليم المساعدات الإنسانية أو التوصل لحلول سلمية مستدامة.