أمن
حملة لبنانية ضد العناصر المتطرفة تؤدي إلى اعتقال قيادي بارز
تلاحق السلطات اللبنانية عناصر داعش في البلاد ضمن حملة إقليمية للقضاء على فلول التنظيم.
![أفراد من قوى الأمن الداخلي اللبناني يتفقدون منزلا متضررا حيث كان يختبئ عناصر من داعش قبل مداهمة نفذتها استخبارات الشرطة في منطقة وادي خالد الشمالية الواقعة على الحدود مع سوريا في 27 أيلول/سبتمبر 2020. [ابراهيم شلهوب/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/07/08/51005-isis-bulldozer-lebanon-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
بيروت -- قال خبراء أمنيون إن السلطات اللبنانية تستهدف قادة وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في عمليات استباقية استنادا إلى مراقبة ومعلومات استباقية.
وأوضحوا أن نجاح هذه العمليات، التي شملت مؤخرا اعتقال أبرز قائد لداعش في لبنان، قد ساهم في تراجع العمليات الإقليمية للتنظيم.
وأعلن الجيش في بيان صدر بتاريخ 24 حزيران/يونيو إلقاء القبض على المواطن اللبناني ر.ف الملقب "قسورة"، واصفا إياه بأنه من أبرز قيادات داعش في البلاد.
وخلال المداهمة نفسها، صادرت السلطات الأمنية كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة إلى جانب معدات تصنيع مسيرات.
وجاء في البيان أن قسورة متهم بالمشاركة في التخطيط لعمليات إرهابية متعددة لزعزعة استقرار البلاد، وأن عملية اعتقاله جاءت عقب رصد وجهود استخباراتية مكثفة من قبل مديرية المخابرات التابعة للجيش.
ووفقا للجيش، فقد تولى قسورة قيادة عمليات داعش بلبنان بعد اعتقال سلفه اللبناني المعروف باسم أبو سعيد الشامي الذي كان قد اعتقل مع قادة آخرين بداعش في كانون الأول/ديسمبر الفائت.
جهود مكافحة الإرهاب
وفي هذا السياق، أوضح الخبير الأمني بيار بو عساف لموقع الفاصل أن إلقاء القبض على قسورة يظهر أن الدولة اللبنانية "تعمل على مكافحة الإرهاب وملاحقة الشبكات النائمة والناشطة".
وتابع أنه من خلال عمليات استباقية كهذه، تعمل على منع العناصر المتطرفة "من ضرب مصالح الدولة والشعب وزعزعة استقرار البلد".
وقال إن ملاحقة داعش في لبنان تشمل "عملا وتعاونا أمنيا استخباراتيا محليا وإقليميا ودوليا ينتج عنه كشف الخلايا النائمة وإحباط أعمالها الإرهابية قبل وقوعها".
وذكر أن "الأجهزة الإقليمية كافحت ولا تزال داعش بالمنطقة، فحدت من حركته، ونجح التحالف الدولي بتقليص نفوذه بالمنطقة لا سيما في العراق وسوريا".
وبدوره، قال الكاتب السياسي كلوفيس شويفاتي إنه من المتوقع أن يؤدي اعتقال واستجواب قسورة إلى معلومات من شأنها أن تؤدي إلى اعتقال الخلايا النائمة للتنظيم في لبنان.
وإن قوات التحالف الدولي قامت بصورة متزامنة بإضعاف النفوذ الإقليمي لداعش من خلال "ضربات متتالية وموجعة"، حسبما أضاف.
وذكر "عملت قوات التحالف الدولي على عدة مسارات"، مشيرا إلى أن التنظيم تلقى ضربات موجعة بما في ذلك ضربات عسكرية وحرمانه من مصادر تمويله وفرض عقوبات على من يموله.
ولفت إلى أنه في هذه الأثناء، أصبح تنظيم داعش غارقا في صراعات داخلية وفي صراعات مع تنظيمات متطرفة أخرى، "ما قلص نفوذه الإقليمي وحدّ من تحركه".