إرهاب

منظومة أمنية سرية تنفذ حكم الحوثيين بلا رحمة

يعمل جهاز الأمن الداخلي المخيف التابع للجماعة في الظل عبر شبكة عائلية نافذة، فيمارس سلطة حياة أو موت.

قوات تابعة للحوثيين تؤمن الحراسة في تجمع بصنعاء بتاريخ 11 نيسان/أبريل. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
قوات تابعة للحوثيين تؤمن الحراسة في تجمع بصنعاء بتاريخ 11 نيسان/أبريل. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن -- قال خبراء أمنيون إقليميون إن جهازا استخباريا سريا اكتسب سمعة بأنه أكثر قوات الأمن الداخلي للحوثيين إثارة للخوف.

وأضافوا لموقع الفاصل أن جهاز الأمن الوقائي يتمتع بسلطة هائلة عبر الرقابة والخطف والاغتيال.

وكانت منظمة متحدون ضد إيران النووية قد أوردت في أيار/مايو 2022 أنه بعد أن نفذ الحوثيون انقلابهم في أيلول/سبتمبر 2014، تطور جهاز الأمن الوقائي ليصبح قوة مؤلفة من 3000 عنصر ويعمل كوكالة مكافحة التجسس الأساسية لجناح صعدة المتشدد التابع للجماعة.

وبحسب تقرير بثته محطة سي إن إن، توظف الوكالة خبراء بالتكنولوجيا والاتصالات والعمليات الخاصة والتجنيد والدعاية وتشرف على عمليات نقل التكنولوجيا من النظام الإيراني وإليه.

واكتسبت سمعة سيئة على خلفية دورها المزعوم في اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح في العام 2017، وفق منظمة متحدون ضد إيران النووية.

ويرأس حسين عبد الرحمن حسين علي الحمران جهاز الأمن الوقائي الذي يتبع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي بشكل مباشر.

وقال عبدالسلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية إن الحمران له صلة قرابة ومصاهرة بالقيادة الحوثية.

وتابع أن "عمل جهاز الأمن الوقائي يتركز في تتبع القيادات والأعضاء وتأمين المعلومات الداخلية ومعرفة درجات الولاء داخل الجماعة".

وأضاف أن "جهاز الأمن الوقائي يركز أساسا على مكافحة التجسس ولكن له أعمال قذرة قام بها مثل اختطاف سياسيين وصحافيين وجنود بتهم الولاء للخارج، وتم تعذيب الكثير منهم وبعضهم لقي حتفه" في السجن.

وبدوره، قال فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل اليمنية إن الجهاز مدار من وكالات استخبارات في إيران، مضيفا أن الحمران يمثل "ظل" الحوثي و"له سجل في تصفية المعارضين داخل الجماعة".

يُذكر أن بموازاة الجهاز يوجد أيضا جهاز الاستخبارات العسكرية الحوثي الذي يرأسه "أبو علي" الحاكم الخاضع لعقوبات أميركية وبريطانية.

وفي هذا السياق، قالت الخبيرة في شؤون الحوثيين مارايكي برانت "نظرا لمنصبه النافذ وتحركاته الاستراتيجية السريعة، شبهه البعض بأنه الوزير في لعبة الشطرنج.

وأوضح محمد أن "في حين يتركز عمل الاستخبارات العسكرية على العمليات الخارجية في داخل وخارج اليمن، إلا أن الأولوية هي لجهاز الأمن الوقائي لأنه يتعلق بتأمين بنية الحركة الحوثية".

قتل كبار القادة

منذ منتصف آذار/مارس وحتى 7 أيار/مايو، تاريخ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، شنت القوات الأميركية حملة جوية ضد الحوثيين لإعادة حرية الملاحة إلى البحر الأحمر.

وجاء في بيان صدر عن القيادة المركزية الأميركية بتاريخ 27 نيسان/أبريل أن القوات الأميركية ضربت أكثر من 800 هدف، فقتلت مئات المقاتلين الحوثيين والعديد من قادة الجماعة، بمن فيهم مسؤولون كبار عن الصواريخ والمسيرات.

وذكر البيان أن "الضربات دمرت العديد من منشآت القيادة والتحكم وأنظمة الدفاع الجوي ومنشآت متطورة لصناعة الأسلحة ومواقع تخزين للأسلحة المتطورة".

وتابع أن "منشآت التخزين هذه ضمت أسلحة تقليدية متطورة بما في ذلك صواريخ بالستية وموجهة مضادة للسفن"، إلى جانب مسيرات وقوارب مسيرة استخدمت في هجمات الجماعة على خطوط الشحن الدولية.

وكان القائد الميداني البارز في جماعة الحوثي أبو عبد الله الحمران من بين المسؤولين رفيعي المستوى الذين قتلوا في غارة جوية أميركية على محافظة صعدة، حسبما نقلته وسائل إعلام في مطلع نيسان/أبريل.

هل أعجبك هذا المقال؟