حقوق الإنسان

منظمات حقوقية تندد بالقمع الحوثي في البيضاء واعتقال الجماعة الأئمة

تسعى الجماعة المدعومة من إيران إلى فرض نفوذها على كل الأماكن التنويرية، بما في ذلك المساجد والجامعات والمدارس.

يمني يتلو القرآن في الجامع الكبير بصنعاء في 6 آذار/مارس. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
يمني يتلو القرآن في الجامع الكبير بصنعاء في 6 آذار/مارس. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن - قال خبراء إن اعتقال جماعة الحوثي مؤخرا لأئمة مساجد يأتي في إطار نمط أوسع من انتهاكات حقوق الإنسان ويهدف إلى فرض السيطرة على المناطق التي ترفض فكرها بالقوة.

ودان مركز رصد للحقوق والتنمية بشدة الممارسات التي تنفذها الجماعة المدعومة من إيران في محافظة البيضاء حيث صعدت عملياتها العسكرية منذ شهر كانون الثاني/يناير.

وقال مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان إن "سلطات الأمر الواقع الحوثية قد قصفت أو أحرقت ما لا يقل عن 9 منازل للمدنيين منذ 9 كانون الثاني/يناير في منطقة حنكه آل مسعود بمحافظة البيضاء".

وأضاف أن الجماعة نفذت هجماتها "باستخدام مسيرات ودبابات وأسلحة ثقيلة لتدمير منازل المدنيين والبنية التحتية والأراضي الزراعية مع تجاهل صارخ لأرواح المدنيين".

وقُتل الكثير من المدنيين في حين أصيب العشرات، حسبما ذكر المركز الذي أشار إلى أن الحوثيين فرضوا قيودا صارمة على حرية الحركة في المنطقة مع استمرارهم باحتجاز مئات القرويين بشكل تعسفي.

وقال مركز رصد في 17 نيسان/أبريل إن جماعة الحوثي قد اعتقلت عددا من دعاة وأئمة المساجد في مديريتي السوادية والملاجم، وذلك في "انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وحرية التعبير والمعتقد".

وأضاف المركز أن الجماعة مستمرة في اعتداءاتها على المواطنين خصوصا من ينقلون المواد الغذائية أو السلع الاستهلاكية من مناطق سيطرة الحكومة المجاورة، وذلك في محاولة للتضييق على السكان اقتصاديا.

انتهاكات لحقوق الإنسان

وكان مركز رصد قد أصدر في آذار/مارس تقريرا وثق فيه نحو 13 ألف انتهاك لحقوق الإنسان ارتكبها الحوثيون في البيضاء خلال السنوات العشر الماضية.

وفي هذا الإطار، قال فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل اليمنية لموقع الفاصل إن ذلك يأتي في إطار محاولة الحوثيين فرض نفوذهم على "كل الأماكن التنويرية من مساجد وجامعات ومدارس" في المناطق التي ليس لديهم فيها حاضنة شعبية.

ومن جانبه، أكد فهمي الزبيري مدير عام مكتب حقوق الإنسان بصنعاء للفاصل أن المنظمات الحقوقية تلعب دورا مهما في رصد وتوثيق حالات الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة.

وقال إنه عبر توثيق هذه الانتهاكات التي تشمل الاعتداء والخطف والتهجير القسري وتقييد الحركة والإضرار بالممتلكات العامة والخاصة، يمكن للمنظمات الحقوقية أن تساعد في ضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.

وأشار إلى الانتهاكات الموثقة "لا تمثل إلا الشيء البسيط" من الجرائم التي ارتكبها الحوثيون.

ولفت إلى أن تقويض الجماعة يبدأ "بمحاصرة وصول السلاح الإيراني لها وقطع الموارد المالية إليها وحصارها وعزلها عن العالم وفرض عقوبات على قياداتها واستهدافهم".

وبدورها، قالت إشراق المقطري وهي عضو بلجنة التحقيق بادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن "يتوهم الحوثي أنه باستطاعته كسر اليمنيين وتركيعهم بهذه الصورة التي حدثت في البيضاء".

وذكرت عبر منصة إكس "ولكنه لا يدرك بأن هذا الجنون لن يعجل سوى بنهايته".

هل أعجبك هذا المقال؟