أمن

استخدام الزوارق المفخخة في البحر الأحمر يشير إلى التصعيد الإيراني-الحوثي

يمثل إطلاق الحوثيين لمسيرة سطحية غير مأهولة في هجوم انتحاري، بدعم واضح من إيران، تهديدا متناميا لممرات الملاحة والتجارة العالمية.

لقطة من مقطع فيديو نشره المركز الإعلامي الحوثي في 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تظهر على ما يبدو عناصر من الجماعة التي تدعمها إيران وهم يستولون على سفينة البضائع غالاكسي ليدر في موقع غير محدد في البحر الأحمر. [المركز الإعلامي لأنصار الله/وكالة الصحافة الفرنسية]
لقطة من مقطع فيديو نشره المركز الإعلامي الحوثي في 19 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تظهر على ما يبدو عناصر من الجماعة التي تدعمها إيران وهم يستولون على سفينة البضائع غالاكسي ليدر في موقع غير محدد في البحر الأحمر. [المركز الإعلامي لأنصار الله/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

عدن -- قال مراقبون عسكريون إن إطلاق الحوثيين المدعومين من إيران الأسبوع الماضي لزوارق مسيرة مفخخة في البحر الأحمر، يشكل تهديدا متصاعدا لممرات الملاحة الدولية.

وأضافوا أن الحوثيين قد أظهروا قدرات متزايدة عبر إطلاق مركبة سطحية غير مأهولة في هجوم انتحاري للمرة الأولى منذ أن بدأوا في مهاجمة ممرات الشحن يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر.

وردا على التهديد المتطور، يستمر فريق مهام بحري بقيادة الولايات المتحدة لحماية الشحن الدولي من هجمات الحوثيين في النمو، إذ تشارك فيه 22 دولة ويتوقع أن تنضم إليه دول أخرى في الأسابيع المقبلة.

وتوفر خمس سفن حربية من عدة بلدان الآن وجودا متواصلا في جميع أنحاء جنوب البحر الأحمر، كما أن حاملة الطائرات الأميركية دوايت أيزنهاور توفر طائرات استطلاع مأهولة وغير مأهولة وطائرات تكتيكية وطائرات مقاتلة.

قوارب صيد ترسو بالقرب من ميناء رأس عيسى اليمني على ساحل البحر الأحمر في محافظة الحديدة غربي اليمن يوم 12 حزيران/يونيو الماضي. حذر محللون من أن استخدام الحوثيين للزوارق المسيرة ضد السفن في البحر الأحمر سيؤثر سلبا على الصيادين اليمنيين. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
قوارب صيد ترسو بالقرب من ميناء رأس عيسى اليمني على ساحل البحر الأحمر في محافظة الحديدة غربي اليمن يوم 12 حزيران/يونيو الماضي. حذر محللون من أن استخدام الحوثيين للزوارق المسيرة ضد السفن في البحر الأحمر سيؤثر سلبا على الصيادين اليمنيين. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

وقال نائب الأدميرال براد كوبر من القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية في إفادة إخبارية يوم 4 كانون الثاني/يناير، إن مركبة سطحية غير مأهولة تابعة للحوثيين انفجرت في ممرات الشحن الدولية دون أن تسبب أي أضرار.

وأضاف "لحسن الحظ، لم تقع أي إصابات ولم تصب أي سفن، لكن استخدام هذه المسيرات الانتحارية للمرة الأولى يمثل مصدرا للقلق".

وأوضح كوبر أنه منذ 18 تشرين الثاني/نوفمبر، وقع أكثر من 25 هجوما على السفن التجارية التي تعبر جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

وقد جاء الهجوم بالمركبة الانتحارية غداة قيام تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة بتحذير الحوثيين من عواقب غير محددة ما لم يوقفوا على الفور هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر.

مسيرات سطحية مفخخة تطلق عن بعد

ووصف المراقبون العسكريون إطلاق الحوثيين لمسيرات سطحية مفخخة ضد ممرات الشحن الدولية كتهديد "كبير ومتنام" للتجارة العالمية والشحن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وفي حديثه للفاصل، قال رئيس مركز أبعاد للدراسات الباحث عبد السلام محمد، إن هذه المسيرة السطحية المفخخة "هي قوارب مفخخة بالمتفجرات تطلق عن بعد".

وأضاف أن هذه المسيرات السطحية "تُنفذ عملية إطلاقها بواسطة سفينة التجسس الإيرانية بهشاد في البحر الأحمر، كما يمكن إطلاقها من الجزر الواقعة تحت سيطرة الحوثي".

يذكر أن السفينة بهشاد وسابقتها السفينة سافيز تمدان الحوثيين بالمعلومات الاستخبارية المتعلقة بحركة السفن التجارية بين قناة السويس ومضيق باب المندب.

وأشار محمد إلى أن الحوثيين كانوا قد استخدموا هذه النوعية من الزوارق المفخخة في هجوم تم إحباطه ضد ميناء جازان جنوب السعودية في أيلول/سبتمبر 2018، حيث اعترضت البحرية السعودية زورقين مفخخين وقامت بتدميرهما.

وأكد أن استخدام الحوثيين لهذه القوارب المسيرة المفخخة ضد السفن التجارية "هو تطور خطير ويشير إلى تصعيد إيراني حوثي في البحر الأحمر للسيطرة الشاملة على البحر الأحمر واستهداف البوارج الحربية للتحالف".

فيما قال الجيش الأميركي إنه منذ انطلاق عملية حارس الازدهار بقيادة الولايات المتحدة في 18 كانون الأول/ديسمبر، عبرت نحو 1500 سفينة تجارية البحر الأحمر بسلام، وفي نفس الوقت تم إسقاط عشرات الصواريخ والمسيرات.

تكنولوجيا إيرانية

من جانبه، قال العميد المتقاعد عبد الله حمود إنه قبل تنفيذ انقلابهم في عام 2014، لم يكون الحوثيون يملكون أي مسيرات سطحية يتم التحكم فيها من بعد.

وأضاف أنهم أخذوا تلك التكنولوجيا من النظام الإيراني والحرس الثوري الإيراني.

وحمود الذي استخدم اسما مستعارا بسبب حساسية المعلومات، أكد في حديث لفريق عمل الفاصل أن هذه المسيرات "تشكل خطرا كبيرا على التجارة الدولية وأيضا على البيئة البحرية وعلى الصيادين".

وذكر أن الأضرار التي تسببها "كبيرة ومتعددة من جوانب مختلفة".

وأوضح أن "طول هذه الزوارق يصل إلى 7 أمتار وتحمل محرك بقوة 350 حصان وتنطلق بسرعة 40 عقدة بحرية".

وتابع أن "بعضها يستطيع حمل محركين بقوة 400 حصان، وهي مزودة بتقنية جي بي اس وأنظمة إلكترونية تفيد في إصابة الهدف بدقة كبيرة".

وأردف حمود أن هذه الزوارق "تزود بمواد شديدة الانفجار مثل سي فور وتي إن تي. ويصل وزنها إلى طن، ولذلك أضرار الانفجار الناتج عنها كبير، إذ يصل إلى قطر أكثر من نصف كيلو متر وبعمق أكثر من ستة أمتار".

بدوره، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للفاصل إن ما يجري في البحر الأحمر هو ضمن مخططات إيران القديمة للسيطرة على باب المندب.

والمدمرة الإيرانية ألبرز، التي وصلت البحر الأحمر يوم 1 كانون الثاني/يناير عبر مضيق باب المندب، تهدف لدعم الهيمنة الإيرانية في البحر الأحمر بتزويد الحوثيين بالأسلحة النوعية، حسبما أضاف.

وذكر أن "هذا الدور كانت تقوم به كل من سفينة سافيز وبهشاد، إذ تعتبر هذه السفن مراكز لإدارة العمليات العسكرية لإيران والحوثي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".

وأكد أحمد أنه عبر استهدافهم عسكرة المناطق الساحلية في البحر الأحمر، فقد أصبح الحوثيون الآن "ذراعا إيرانية مؤذية للقوى الدولية والتجارة العالمية والملاحة الدولية".

هل أعجبك هذا المقال؟