أمن
شبكة أنفاق سرية تكشف تحدي حزب الله لوقف إطلاق النار
اكتشف الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل ترسانة أسلحة كبيرة تحت الأرض في جنوب لبنان.
![جندي من اليونيفيل يتفقد قاذفات صواريخ مجهزة بالذخيرة في نفق لحزب الله. [هيئة أركان الجيش الفرنسي، 7 آب/أغسطس]](/gc1/images/2025/08/22/51617-unifil-fr-1-600_384.webp)
نهاد طوباليان |
بيروت -- اكشف الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) شبكة أنفاق محصنة لحزب الله في جنوب لبنان، ما يتناقض مع مزاعم الحزب المدعوم من إيران بالامتثال لوقف إطلاق النار.
وتم اكتشاف الأنفاق خلال عملية كيميل 2، التي نفذت بموجب قرار مجلس الأمن الأممي رقم 1701.
ونفذت المهمة المشتركة عمليات استطلاع بين 3 و5 آب/أغسطس على طول الخطوط الدفاعية لحزب الله بالقرب من قرى طير حرفا وزبقين والناقورة.
وقال المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي إن القوات اكتشفت شبكة ضخمة تحت الأرض مع عدة مخابئ ومستودع أسلحة ضم مئات القذائف والصواريخ والألغام المضادة للدبابات وغيرها من العبوات الناسفة.
![داخل نفق محصن لحزب الله اكتشفته اليونيفيل والجيش اللبناني. [هيئة أركان الجيش الفرنسي، 7 آب/أغسطس]](/gc1/images/2025/08/22/51618-unifil-fr-2-600_384.webp)
ووثقت قوات اليونيفيل التي تضم 10 ألف عنصر وجود 302 مخبأ أسلحة عبر جنوب لبنان حتى مطلع آب/أغسطس.
وكان توقيت الاكتشاف الأخير مهما بشكل خاص، إذ جاء بالتزامن مع إعلان الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام.
ورفض حزب الله تحرك الحكومة على الفور واصفا إياه بـ"الخطيئة الكبرى". وأضاف علي أكبر ولايتي، وهو مستشار للمرشد الإيراني، أن طهران "تعارض تماما نزع سلاح حزب الله".
نفوذ إيران
وفي هذا الإطار، قال محللون سياسيون إن شبكة الأنفاق تسلط الضوء على استراتيجية النظام الإيراني المتمثلة بالتمسك بأي نفوذ متبق في المنطقة عبر إبقاء حزب الله مسلحا، وذلك فيما يشكل تحديا للالتزامات الدولية وقرارات لبنان الوطنية.
وذكر الكاتب السياسي أسعد بشارة في حديث لموقع الفاصل أن "حزب الله كذب بشأن خلو الجنوب من سلاحه، واجتزأه من اتفاق وقف إطلاق النار".
وبدوره، أوضح مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان قطب أن هذا الاكتشاف يدحض ادعاءات حزب الله عن انسحابه إلى خلف نهر الليطاني.
وأضاف "يدل ذلك على أن حزب الله غير صادق بتعاونه مع الجيش اللبناني وغير ملتزم بتطبيق اتفاقية وقف إطلاق النار والقرار 1701".
وتابع أن جهود حزب الله لمنع دوريات اليونيفيل تظهر "خوفه من اكتشاف أسلحته بالجنوب وتجاهله التعهدات بتسليم سلاحه وإخلاء الجنوب من السلاح والمسلحين".
وأشار المحللان إلى أن الطموحات الإقليمية الأوسع للنظام الإيراني هي وراء التحدي الذي يظهره حزب الله.
وقال بشارة إن إيران تريد الحفاظ على هيكلية حزب الله العسكرية كطريقة لزعزعة استقرار لبنان وحماية النفوذ المتبقي لديه.
وأضاف أن خيارات طهران تبقى ضيقة جدا بعد أن قُطعت قدرات إمداداتها البحرية والجوية والبرية لحزب الله .
ورأى قطب أن إيران تسعى للبقاء لاعبا أساسيا في لبنان عبر دفع حزب الله إلى تجاهل القرارات الحكومية والالتزامات الدولية.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية تسمح لطهران بادعاء أنه "لا تزال بيدها أوراق قوية تعطيها القدرة على تثبيت الاستقرار أو زعزعته".
ولفت إلى أن "إيران تعتبر تجريد حزب الله من سلاحه خروجها من المعادلة الإقليمية بعد سقوط النظام السوري وخسارتها الممر البري الذي يربط طهران ببيروت".